الأشخاص الصم ووظائف المستقبل 

 الأشخاص الصم ووظائف المستقبل 

                                                                      د. أروى بنت علي أخضر

 

 

 

 

نحن نعيش في الثورة الصناعية الرابعة ومع تغير منظومة العمل، وتغير التخصصات، فهناك وظائف جديدة ظهرت ، كما أن هناك وظائف لم تظهر بعد، أصبح التركيز على بناء المهارات المتعددة لأن الوظائف الجديدة بحاجة إلى الأفراد ذو التخصصات والمهارات المتعددة وهذا ما يميز الفرد بالمستقبل.

ولكن مع هذا التطور وظهور وظائف المستقبل الجديدة ؟ أين سيكون مكان الصم بينهم ؟ وما واقعه عليهم؟ وهل ستكون هناك فرص عمل لهم أكثر من الفرص السابقة؟

كان خطر البطالة محاطاً بالأشخاص الصم بشكل كبير جداً ، ولكن كل من عمل في مجال الصم يعلم مهارة وبراعة الأشخاص الصم في استخدام التقنية ، وغالباً ما ترتبط مجالاتهم الوظيفية بها ، وبالاستشراف في وظائف المستقبل باتت كل المجالات تتطور باتجاه التقنية والعلوم ، كما أصبحنا في سوق العمل الرقمي، حيث أكدت رؤية المملكة 2030 على الاستثمارات في المجال الرقمي وركزت على الخدمات التقنية ، وأصبحت كافة القطاعات تعتمد على التقنية ، وقد آن الأوان لأن يكتسح الأشخاص الصم  سوق العمل الجديد وبقوة منافسة أكثر مما سبق ، وهي فرصة لبناء مهاراتهم الرقمية الجديدة،  حيث سيبحث أصحاب الوظائف الجديدة عنهم إذا امتلكوا هذه المهارات ، فقد بات التوجه على الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والواقع الافتراضي والمعزز، وعلى الأشخاص الصم اكتساب المهارات التقنية والإنسانية بشكل متوازن من خلال الممارسة والتأهيل والتحاقهم بالدورات القصيرة أو الدبلومات التي تكسبهم المهارات الجديدة وتصقل مواهبهم التقنية، وأن تبادر المؤسسات والجهات التدريبية بطرح البرامج التدريبية التي تؤهلهم لسوق العمل الجديد مع توفير المترجمين المحترفين لتقديم محتوى البرامج المهنية لهم بسلاسة ويسر.

وعلى صعيد القطاع التعليمي لو فتح المجال لتوظيفهم كمعلمين مساعدين في معاهد وبرامج الصم الملحقة بمدارس التعليم العام وكذلك في برامج التعليم العالي فإن هذا التوجه سيخلق لهم فرص وظيفية هائلة

وحتى يتحقق ذلك علينا أن نفعل دور الخدمات الانتقالية في تهيئة الأشخاص الصم للالتحاق بسوق العمل الجديد من خلال التخطيط التشاركي بين المنزل والاسرة والمجتمع وأرباب العمل للتخطيط المتمركز حول الطالب الأصم ، بشكل فردي وبشكل يتلاءم مع قدراته ومهاراته وميوله وجوانب القوة لديه، حيث تهدف الخطط الانتقالية لاكتساب مهارات العمل في المهنة والعيش المستقل والحصول على مهنة ملائمة.

إن أوجه التطوير الوظيفي يتكون من خلال (الوعي والاكتشاف , والتحضير , والاستيعاب) حتى تتحقق جودة الحياة والتي قد لا تتم إلا من خلال منح الأشخاص الصم خيارات واسعة في مختلف المجالات الوظيفية ومنحهم حرية الاختيار في التخصصات المطروحة والتصرف بشكل مستقل.

إن الاستعداد لمواكبة المستقبل المهني للأشخاص الصم بات مطلباً رئيسياً لتحقيق التنافسية واللحاق بركب التطور التقني وخفض نسب البطالة التي سببتها الوظائف التقليدية السابقة، وهذا يفترض من المؤسسات والقطاعات التسارع ببذل الجهود الكبرى لضمان تجهيز القوى العاملة من الأشخاص الصم وتنمية مهاراتهم التقنية من خلال التنسيق والتعاون بين القطاعات المختلفة وأرباب العمل لضمان تخريج كوادر وطنية متخصصة وفق مهارات سوق العمل الجديدة.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تـابعنـا على

التصنيفات

Twitter feed is not available at the moment.