حليب الإبل لعلاج اضطراب طيف التوحد
تقديم
مرام الجزاع
يؤسفنا تخبط البعض في مجال التربية الخاصة عمومًا ومجال التوحد على وجه الخصوص دون الاستناد على الأدلة العلمية ، مما يؤثر سلبًا على المتخصصين الذين يحاولون رفع الوعي وتصحيح المعلومات المغلوطة وأيضًا يمتد تأثيره الى الاسر والقائمين على رعاية الطفل ، ومما انتشر في الآونة الأخيرة دور حليب الابل في علاج اضطراب طيف التوحد وقد اثار هذا الموضوع ضجة قبل فترة زمنية ليست ببعيدة ثم أجريت الدراسات العلمية للتأكد من صحة المعلومة ، وأثبتت الدراسات مزايا كثيرة لحليب الابل الذي يُحسن صحة الفرد ولا تخفى فوائده على الكثير منا ؛ إلا انها لم تُثبت فاعليتها في علاج اضطراب طيف التوحد ، لذا ـوجه رسالتي لكل المهتمين والمتخصصين والاسر الى ضرورة التأكد من أي معلومة يُروج لها دون دليل علمي قبل الاخذ بها او نشرها ، وـود التنبيه لبعض الاستفسارات التي وردتنا تشير الى تحسُّن بعض الأطفال الذين خضعوا للتجربة وقد نُرجع ذلك لعدة أسباب منها : مشاكل الجهاز الهضمي الذي يعاني منه ٩-٩١٪ من أطفال التوحد وغيرها من المشاكل المصاحبة للاضطراب والتي تتسبب في ظهور سلوكيات مزعجة كنوع من التعبير عن ما يشعر به الطفل من مشاعر ومشاكل والم ولا يستطيع التعبير عنه بسبب ضعف مهارات التواصل وضعف التفاعل الاجتماعي وحليب الابل قد يساعد على علاج المشاكل الهضمية فيخف الألم والمشاكل الهضمية فتنخفض تبعاً لذلك بعض السلوكيات ، ومن هُنا يُروج البعض لهذه الفكرة استنادًا على تجربة الطفل الذي يعاني من مشاكل هضمية قد لا تكون عن البعض الاخر بينما حقيقة الامر انه يعالج مشاكل أخرى تكون مصاحبة لاضطراب طيف التوحد ،؛
أخيراً خُذو العلم والمعلومات من مصادرها دون التخبط العشوائي ويُعتبر علاج التوحد بحليب الابل ليس من الممارسات المبنية على الأدلة العلمية المُثبتة لعلاج اضطراب طيف التوحد .