التحيز التأكيدي والتوحد

التحيز التأكيدي والتوحد

إعداد

رباح البلوي

اَلتَّحَيُّز اَلتَّأْكِيدِيِّ وَالتَّوَحُّدِ ! هُوَ خُدْعَةٌ عَقْلِيَّةٌ تَمُرُّ عَلَيْنَا وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ عِنْدَمَا يُرِيدُ شَخْصًا مَا شِرَاءُ سَيَّارَةٍ مِنْ نَوْعٍ مُعَيَّنٍ فَإِنَّهُ يَبْدَأُ بِمُلَاحَظَةِ نَفْسِ اَلنَّوْعِ كَثِيرًا وَهَذَا أَمْرٌ غَيْرُ خَطِيرٍ خُطُورَتَهُ عِنْدَمَا يَعْتَقِدُ اَلشَّخْصُ أَنَّ اَلسَّبَبَ اَلْحَقِيقِيَّ سَبَب آخَر غَيْرَ صَحِيحٍ وَغَيْرِ وَاقِعِيٍّ وَبِنَفْسِ اَلْوَقْتِ يَتَجَاهَلُ أَوْ لَا يَرَى اَلسَّبَبُ اَلْحَقِيقِيُّ بِهَذِهِ اَلْحَالَةِ يَتَحَيَّزُ اَلْعَقْلُ لِرُؤْيَةِ اَلْأَشْيَاءِ اَلَّتِي تَدْعَمُ قَنَاعَتَنَا اَلشَّخْصِيَّةَ وَانْطِبَاعَاتِنَا اَلِانْحِيَازَ اَلتَّأْكِيدِيَّ يُمَارِسُ عَلَيْنَا هَذِهِ اَلْخُدَعِ يَوْمِيًّا دُونَمًا نَشْعُرُ فَمَثَلاً لَوْ تَشَكَّلَتْ لَدَيَّ قَنَاعَةُ مَا وَارِدَةً أَنْ أَبْحَثَ فِي خَبَايَا هَذِهِ اَلْقَنَاعَةِ حَتْمًا وَقِطَعًا سَأَبْحَثُ عَنْ كُلِّ مَا يُؤَيِّدُ هَذِهِ اَلنَّظَرِيَّةِ وَسَأَجِدُ مِنْ خِلَالِ بَحْثِيٍّ مَا يُؤَيِّدُ قَنَاعَتِي هَذِهِ ! عَلَى حِسَابِ أَسْبَابٍ أُخْرَى أَكْثَرَ مَوْضُوعِيَّةً وَمِصْدَاقِيَّةَ مَا عَلَاقَةُ ذَلِكَ بِالتَّوَحُّدِ ؟ عِنْدَمَا يَأْتِي لِلْمَرْكَزِ أَوْ لِلْمَدْرَسَةِ طَالَبَ مُشَخَّصٌ عَلَى أَنَّهُ مُصَابٌ بِاضْطِرَابِ طَيْفِ اَلتَّوَحُّدِ يَبْدَأُ اَلْإِخْصَائِيُّ بِتَشَرُّبِ هَذِهِ اَلْقَنَاعَةِ بِسَبَبِ اَلتَّشْخِيصِ طَبْعًا وَسَيَبْدَأُ بِمُلَاحَظَةِ هَذَا اَلطَّالِبِ لِكَيْ يَعُدْ لَهُ خُطَّةٌ تَرْبَوِيَّةٌ فَرْدِيَّةٌ وَأَيْضًا يُقِيمُ ذَلِكَ اَلطَّالِبِ مِنْ خِلَالِ أَمَاكِنِ اَلْخَلَلِ وَأَمَاكِنِ اَلْقُوَّةِ لَدَيْهِ وَأَيْضًا اَلسُّلُوكِيَّاتُ اَلَّتِي تَحْتَاجُ لِتَعْدِيلِ وَأَيْضًا اَلَّتِي تَحْتَاجُ لِتَدْعِيمِ هُنَا تَبْدَأُ عُقُولَنَا بِخِدَاعِنَا ! ! ! ! ! ! حَيْثُ إِنَّنَا سَنَبْحَثُ عَمَّا يُؤَكِّدُ إِصَابَةَ ذَلِكَ اَلطَّالِبِ بِاضْطِرَابِ طَيْفِ اَلتَّوَحُّدِ وَحَتْمًا سَنَجِدُ اَلْكَثِيرَ مِنْ اَلْأَشْيَاءِ وَسَنُسَجِّلُ اَلْكَثِيرَ وَالْكَثِيرَ مِنْ اَلسُّلُوكِيَّاتِ اَلشَّاذَّةِ أَيْنَ اَلْمُشْكِلَةُ ؟ تَتَشَكَّلَ اَلْمُشْكِلَةُ بِالْآتِي أَوَّلاً بَحْثِنَا بِتِلْكَ اَلطَّرِيقَةِ سَيَجْعَلُ أَعْيُنَنَا تَعْمَى عَنْ كُلِّ تَصَرُّفٍ طَبِيعِيٍّ يَقُومُ بِهِ هَذَا اَلْعَمِيلِ ثَانِيًا لَنْ تَكُونَ تَدَخُّلَاتُنَا ذَاتَ قِيمَةٍ وَفَعَّالِيَّةٍ لِأَنَّهَا مِنْ اَلْأَسَاسِ لَيْسَتْ مَوْضُوعِيَّةً وَمَنْطِقِيَّةً فَقْدَ مَارِسَ عَقْلَنَا دُونَ إِدْرَاكِ مِنَّا حِيلَةَ اَلِانْحِيَازِ اَلتَّأْكِيدِيِّ ثَالِثًا لَنْ نَرَى اَلنُّورُ فِي آخِرٍ اَلنَّفَقِ لِأَنَّنَا تَجَاهُلُنَا كُلَّ أَمَاكِنِ اَلْقُوَّةِ لَدَى هَذَا اَلْعَمِيلِ مِنْ إِبْدَاعٍ وَلَكِنْ لِلْأَسَفِ لَمْ نَرَهُ لِأَنَّنَا مَشْغُولُونَ وَقْتَهَا فَالْبَحْثُ عَمَّا يُؤَكِّدُ إِصَابَةَ ذَلِكَ اَلطَّالِبِ بِالتَّوَحُّدِ مَاذَا نَسْتَفِيدُ لَوْ أَنَّنَا بَحَثْنَا فِي اَلِاتِّجَاهِ اَلْمُعَاكِسِ ؟ أَوَّلاً سَنَرَى نُورًا يَخْرُجُ مِنْ آخِرٍ اَلنَّفَقِ يُخْبِرُنَا أَنَّ هَذَا اَلْعَمِيلِ لَدَيْهِ إِمْكَانَاتٌ عَالِيَةٌ فِي بَعْضِ اَلْمَجَالَاتِ مِمَّا يَجْعَلُنَا نُكَوِّنُ مُنْصِفِينَ فِي وَضْعِ خُطَّةِ تَدَخُّلِ عِلَاجِ مُنَاسَبَةٍ لَهُ ثَانِيًا سَنُرَكِّزُ مُلَاحَظَتَنَا عَلَى أَمَاكِنِ اَلْقُوَّةِ فَبِذَلِكَ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَقِفَ عَلَى أَسَاسٍ مَتِينٍ يُمْكِنُنَا مِنْ وَضْعِ خُطَّةٍ تَعْمَلُ عَلَى تَنْمِيَةِ قُدُرَاتِ ذَلِكَ اَلْعَمِيلِ كَمَا يَسْتَحِقُّ ثَالِثًا سَتُقِلُّ خُطَطَ تَعْدِيلِ اَلسُّلُوكِ اَلَّتِي تَهْدِفُ لِلْحَدِّ مِنْ بَعْضِ اَلسُّلُوكِيَّاتِ اَلشَّاذَّةِ وَاَلَّتِي تَسْتَنْزِفُ مَنَّنَا وَقْت وَجُهْد وَتَضَعُ اَلطَّالِبَ وَأَهْلَهُ فِي حَرَجٍ نَفْسِيٍّ مِنْ تَزَايُدِ تِلْكَ اَلسُّلُوكِيَّاتِ بَلْ بِالْعَكْسِ سَنَنْتَقِلُ لِمَنْهَجِ تَحْلِيلِ اَلسُّلُوكِ اَلتَّطْبِيقِيِّ اَلَّذِي يَعْتَنِي بِكُلِّ اَلْجَوَانِبِ اَلَّتِي تَحْتَاجُ لِتَدْعِيمٍ وَرِعَايَةٍ وَاَلَّتِي تَحْتَاجُ لِتَقْلِيلٍ وَتَعْدِيلٍ لَا أَقُولُ فِي خِتَامِ مَقَالِي إِنَّ اَلتَّحَيُّزَ اَلتَّأْكِيدِيَّ هُوَ سَبَبُ كُلِّ اَلْمَشَاكِلِ وَلَا أَقُولُ بِأَنَّنَا إِذَا كَشَفْنَا تِلْكَ اَلْخُدْعَةِ اَلْعَقْلِيَّةِ سَنُصْبِحُ فِي مُقَدِّمَةِ اَلْأُمَمِ لَكِنَّ دُونَ أَدْنَى شَكِّ بِأَنَّنَا سَنَكُونُ مَنْطِقِيِّينَ لِدَرَجَةَ تَوَصَّلْنَا لِلْمَوْضُوعِيَّةِ فِي حُكْمِنَا عَلَى اَلْأَشْيَاءِ وَالْأَحْدَاثِ .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تـابعنـا على

التصنيفات

Twitter feed is not available at the moment.