التنظيم الغذائي لذوي اضطرابات التوحد

التنظيم الغذائي لذوي اضطراب التوحد

د . خالد بن علي المدني

يعتبر التوحد Autism أحد الاضطرابات التي تقع تحت مجموعة اعتلال التطور الطيفي Pervasive Developmental Disorder وتشمل هذه الحالات خمسة اضطرابات جميعها عصبية تظهر بوضوح عندما يصل عمر الطفل إلى ثلاث سنوات. وتختلف أعراض هذه الاضطرابات من حيث شدتها ولكن يعاني الأطفال المصابون بهذه الاضطرابات من صعوبة في النطق واللغة، وعدم اللعب مع الآخرين أو الارتباط بهم ويشمل أفراد العائلة. وغال ب ا ما يختار الأطفال الذين يعانون من التوحد نوعيات محددة ج د ا من الأطعمة قد تصل إلى اثنان أو ثلاثة أنواع من الأطعمة فقط. وعادة ما يدفعون بالطعام خارج الفم بد لا من بلعه، ويفضلون الأكل الطري أو اللين الذي يحتاج قلي لا من المضغ، مما يزيد فرصة تسوس أسنانهم. وتشمل السلوكيات الغذائية ما يلي :
1 – صعوبة التحول إلى قوام آخر من الأطعمة(خصو صا في فترة الإرضاع). –
2 – الصعوبة في قبول أطعمة جديدة. –
3 – صعوبة تناول الأطعمة نتيجة التغيير في اللون، أو القوام، أو شكل العبوة، أو اختلاف درجة – الحرارة.
4- قلة الاختيار للأطعمة مع الوقت. –
5- صعوبة تناول الأطعمة في وقت الإطعام مع تغيير البيئة المدرسية، أو البيت، أو المركز العلاجي.

6- صعوبة تناول الأطعمة في وقت الإطعام مع تغيير طبق الطعام أو طريقة وضع الطعام – بالطبق.
7- الاستمرارية في تناول الأكل بدلا من التناول في وقت محدد. 
ويكون معدل ظهور حالات التوحد في المملكة المتحدة بمعدل 10 إلى 15 حالة كل 1000 مولود. والسبب الحقيقي غير معروف ولكن هناك مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية التي يعتقد أن لها تأثير ا على تطورات المخ. ولا يوجد علاج شاف لهذه الاضطرابات ولكن يساعد التدريب والتعليم من الفريق العلاجي بالتعاون مع الأسرة في زيادة مهارة المصاب ويقلل من المشكلات السلوكية المصاحبة له

النظام الغذائي والتوصيات الغذائية
لا يوجد علاج أو طريقة واحدة تصلح لجميع حالات اعتلال التطور الطيفي. فيستعمل العديد من الاختصاصيين
والأسر عدة طرق في وقت واحد للعلاج تشمل: التعديل السلوكي، وطرق التعليم التركيبي، والأدوية، ومعالجة عيوب النطق والتخاطب، وجلسات المشاورة.
ويحتاج لتحسين المهارات اللغوية تدخل أخصائي النطق والتخاطب للتدريب على إخراج الأصوات، وتمرين أعضاء النطق على الحركة بشكل سليم مما يساعد بدوره على تطور الطفل من مرحلة المص إلى مرحلة المضغ. ويمكن قبول تنوع الأطعمة بواسطة إضافة تدريجية بكميات قليلة جدا من نوعية محددة من الأطعمة، فمثلا لتشجيع طفل يعاني من التوحد على تناول الخضروات فالخطوة الأولى قبوله بوجود كمية صغيرة على الطبق الخاص به وقد تكون كمية الخضروات صغيرة بحجم حبة الفاصوليا. فقبوله بوجود قطعة الخضروات الصغيرة على الطبق الخاص به في حد ذاته يعتبر انجا زا لقبوله الخضروات فيما بعد.
وتعتبر المتابعة والمراقبة أحد العناصر الهامة في جميع طرق العلاج. وبالنسبة للتغذية يجب دوري قياس الطول، والوزن، وتقييم سلوك التناول والإطعام المرتبط بالتناول الذاتي وقبول أطعمة جديدة ومتنوعة من حيث النوع والنكهة والقوام.
وهناك بعض الأنظمة الغذائية التي تدعي بعلاج حالات التوحد تشمل هذه الأنظمة : الحمية الخالية من الجلوتين Gluten ، والخالية من الكازين Casine أو تناول الكائنات الحية الدقيقة المفيدة Probiotic ، أو تناول
مكملات غذائية إضافية من فيتامين ب 6 (B6) ، أو عنصر المغنزيوم، أو فيتامين ج (C) ، أو الزنك، أو الأحماض
الدهنية الأساسية، وفي الحقيقة لا توجد أبحاث علمية أو صحية أو طبية تدعم هذه الادعاءات المبنية على التجارب الشخصية وبالتالي لا يمكن تعميمها.
وقد يؤدي إتباع بعض هذه الحميات الغذائية وخاصة الحمية الخالية من الجلوتين، والحمية الخالية من الكازين إلى سوء التغذية مما يثل خطور على صحة ذوي الإعاقة اذا تم تداولها دون الإشراف الطبي

( 1) الجلوتين :Gluten بروتين معقد يوجد في القمح، والشعير، والذرة.
( 2) الكازين Casine : البروتين الرئيسي في الحليب.

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تـابعنـا على

التصنيفات

Twitter feed is not available at the moment.