هكذا يجب أن يتعلموا
تقديم
مرام الصيفي
في عصرنا الحالي يشهد العالم تحولات وتطورات عديدة في جوانب العلوم المختلفة ,وأصبح التركيز في تعليم طلابنا على التنافسية العالمية القائمة على الاقتصاد المعرفي ,الذي يؤمن بأن أساس تحقيق ذلك هم طلابنا ,ولعلنا نلاحظ أن التعليم في المملكة العربية السعودية يشهد تقدما ملحوظا بين دول العالم ,وقد نادى بضرورة اكساب الطلاب المهارات والمعارف التي تتوافق مع احتياجات سوق العمل المستقبلية ,وهو بذلك يهدف إلى تكوين شخصية مستقلة بذاتها ,خادمة لوطنها بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة.
ولكن المتتبع لتعليم ذوي الإعاقة ميدانيا يجد أن هناك تباين ملحوظ بين قدرات ذوي الإعاقة وبين مايكتسبوه من مهارات أكاديمية
ولعل ذلك يعود إلى أن البعض ينظر إلى أنه يجب التركيز على المهارات الاجتماعية التي تمكنه من الاندماج في المجتمع, لا التركيز على المهارات الأكاديمية.
والمتأمل لواقعهم يجد أنه لن يتمكنوا من الاندماج في المجتمع مالم يزودوا بالمهارات الأكاديمية الكافية التي تجعلهم مواكبين له.
لذلك يجب علينا الاهتمام بتزويدهم بالمهارات الأكاديمية التي تبني شخصياتهم وتؤهلهم ليكونوا قادرين على الاندماج في المجتمع
وهذا يتطلب من معلمي ذوي الإعاقة أن يستثمروا إبداعهم في انتقاء الأهداف التي تتناسب مع كل تلميذ على حدة , وعدم التركيز على أهداف موحدة لجميع التلاميذ. لإن ذلك حتما لن يمكنهم جميعا من اكتساب تلك الأهداف بجودة وإتقان. لإننا كما نعلم قدراتهم متفاوته واستعداداتهم متباينة…
فهم جواهر ثمينة وضعت في راحة يدينا لكي نحافظ عليها ونزيدها بريقا ولمعانا لا أن يفلتوا من بين أيدينا بمهارات منخفضة ,ومعارف لايستطيعوا من خلالها التوجه لسوق العمل
ويبقون على إثرها مرتكنين في منازلهم دون استثمار لطاقاتهم أو بناء لشخصياتهم. فلنتفق معا أننا بحاجة للتركيز على المهارات الأكاديمية بأساليب علمية وإبداعية ..لنمكنهم من التفاعل مع المجتمع ونساهم في تحسين جودة حياتهم